عليه وسلم إلى هرقل وبما يدعوه إليه فقال ضغاطر صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته ونجده في كتبنا باسمه ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سودا ولبس ثيابا بيضا ثم أخذ عصاه فخرج على الروم وهم في الكنيسة فقال يا معشر الروم أنه قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا فيه إلى الله عز وجل وانى أشهد أن لا إله إلا الله وان أحمد عبد ه ورسوله قال فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه حتى قتلوه فلما رجع دحية إلى هرقل فأخبره الخبر قال قد قلت لك انا نخافهم على أنفسنا فضغاطر والله كان أعظم عندهم وأجوز قولا منى * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن خالد بن يسار عن رجل من قدماء أهل الشأم قال لما أراد هرقل الخروج من أرض الشأم إلى القسطنطينية لما بلغه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الروم فقال يا معشر الروم انى عارض عليكم أمور فانظروا فيما قد أردتها قالوا ما هي قال تعلمون والله ان هذا الرجل لنبي مرسل انا نجده في كتابنا نعرفه بصفته التي وصفت لنا فهلم فلنتبعه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا فقالوا نحن نكون تحت يدي العرب ونحن أعظم الناس ملكا وأكثرهم رجالا وأفضلهم بلدا قال فهلم فأعطيه الجزية في كل سنة اكسروا عنى شوكته وأستريح من حربه بمال أعطيه إياه قالوا نحن نعطى العرب الذل والصغار بخرج يأخذونه منا ونحن أكثر الناس عددا وأعظمهم ملكا وأمنعهم بلدا لا والله لا نفعل هذا ابدا قال فهلم فلأصالحه على أن أعطيه أرض سورية ويدعني وأرض الشأم قال وكانت أرض سورية فلسطين والأردن ودمشق وحمص وما دون الدرب من ارض سورية وكان ما وراء الدرب عندهم الشأم فقالوا له نحن نعطيه أرض سورية وقد عرفت انها سرة الشأم والله لا نفعل هذا أبدا فلما أبو ا عليه قال أما والله لترون انكم قد ظفرتم إذا امتنعتم منه في مدينتكم ثم جلس على بغل له فانطلق حتى إذا أشرف على الدرب استقبل أرض الشأم ثم قال السلام عليكم أرض سورية تسليم الوداع ثم ركض حتى دخل القسطنطينية قال ابن إسحاق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب أخا بنى أسد
(٢٩٣)