والبصرة في القرن الثالث كانت مركزا هاما من مراكز إشعاع الثقافة العربية الاسلامية، ولا سيما في ميادين اللغة والحديث والسيرة والتاريخ.
في هذا البلد الحضاري البنية، العثماني الهوى، عاش خليفة تعلم، وهو سليل أسرة علم فجده الذي يحمل اسمه كان من رجل الحديث الثقات عند البخاري وابن أبي الرازي، وقد أخذ خليفة العلم عن عدد من الشيوخ في طليعتهم يزيد بن زريع الذي كان خليفة ألصق به من سواء، ويزيد هذا من ثقات أهل البصرة مع ميول عثمانية كما وصفه ابن سعد في طبقاته (1).
ومن يستعرض تاريخ خليفة بلحظ أن معظم الذين نقل خليفة عنهم من رجال البصرة، مما يؤكد أنه لم يرحل في الطلب بل قضى حياته في البصرة. وتوفي فيها سنة 240 ه / 854 م، عن عمر يناهز ثمانين سنة.
مؤلفاته: صنف خليفة فيما ذكر ابن النديم (2) أربعة كتب (كتاب التاريخ) الذي نقدمه الآن وكتاب (طبقات القراء) وكتاب (تاريخ الزمنى والمرضى والعميان) وكتاب (أجزاء القرآن وأعشاره وأسباعه وآياته).
وأعتقد أن الكتاب الذي سماه ابن النديم بكتاب طبقات القراء هو كتاب الطبقات الذي ترجم فيه للصحابة ثم لمن تبعهم حتى عهده وهو الذي قمت بتحقيقه ونشره مع هذا الكتاب من قبل في دمشق عام 1967 - 9168.
منزلته عند أئمة علم الحديث.
يكاد يجمع علماء الحديث على أن خليفة كان من الثقات، غير أن أين أبي حاتم وعلي بن المديني ليناه. فقد جاء عند الأول في كتابه (الجرح والتعديل) (3).