وما ادعى بعضهم - من ظاهر الآية: أنه ليس من شأننا التعذيب قبل البعث - فاسد بل الظاهر منها الامتنان على الأمة أو الأعم.
وما قال بعضهم: - من أن نفي العذاب الدنيوي إنما هو من حيث إنه لا يليق برحمته وحكمته، فنفي الأخروي أولى لأنه أكبر - فاسد أيضا: لان جل العاصين لا يعذبون في الدنيا بل الغالب أنهم أرفه حالا في الدنيا من المطيعين لأنها (سجن المؤمن، وجنة الكافر) ولو كان الكل كافرين لكان لبيوتهم سقف من فضة، ومعارج عليها يظهرون مع أنه ورد منه عليه السلام أن الآخرة دار الجزاء والمكافأة.
هذا مع أن الآية دليل ظني ظاهري يؤول باليقيني، سيما مع معارضتها ب آيات كثيرة على تقدير دلالتها على نفي القبح العقلي.
واستدلوا أيضا: بأن الطلب لا يعقل حقيقة إلا متعلقا بمطلوب، فلو كان طلب الشارع بواسطة ما ذكرتم لتوقف على شئ كما هو الحال في جميع مطالب العباد، فإن وجودها يتوقف على شئ بالبديهة، وإن كان مفهوم الطلب لا يعقل إلا متعلقا بمطلوب.
واستدلوا أيضا: بأنه لو حسن الفعل، أو قبح لذاته لم يكن الباري تعالى مختارا.
وفيه: أن امتناع الفعل لقيام صادف القبح لا ينفي الاختيار.