فتأمل.
وأيضا الترك في مثله حسن بالذات قبيح بالعرض، لاتصافه بالقبح باعتبار لازمه الذي هو الكذب، فلا يجتمع النقيضان في محل واحد حقيقة كاتصاف جالس في السفينة بالحركة.
واستدل الأشاعرة على بطلان الحسن والقبح العقليين بقوله تعالى:
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
وفيه: أن مفاد الآية عدم فعلية العذاب الدنيوي فيما مضى، وأين هذا من عدم القبح؟ لجواز عدم استحقاق العذاب إلا بعد البعث، بل يستحق اللوم والتوبيخ قبله، ولجواز العفو كما هو رأي الشيعة - والأول أيضا اختاره بعض الشيعة -، ولجواز كون استحقاق العذاب الدنيوي بعد البعث أو وقوعه كذلك.
وأيضا عند الشيعة: ان الزمان لا يخلو من حجة. وأما غيرهم فيقولون: بأن آدم عليه السلام بعث، وهو تعالى قال حتى نبعث رسولا أي رسول كان، فإذا قال لهم الرسول الأول: اتركوا كذا، واعلموا هذا منه، يكفي لوقوع العذاب، ولا حاجة إلى تكرار الرسول إلا أن يكون ذلك خفيا عليهم، فيكون الرسول الجديد منشأ لاظهاره، فيكون المراد: فيما لا يعلمونه .. ((1) (حتى نبعث رسولا)، فيحصل وهن آخر، فتأمل.