وفي التوقيع الذي يرويه أحمد بن يعقوب سأل الإمام المهدي (عليه السلام) عن مسائل فورد التوقيع بخطه الشريف: أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله (1).
ويسأل الراوي الإمام الرضا (عليه السلام) عن يونس بن عبد الرحمن " ثقة، آخذ عنه ما أحتاج من معالم ديني " قال: نعم.
والروايات بهذا المعنى كثيرة متضافرة تدل على حجية خبر الواحد ثقة وهو أصل هام من الأصول.
وورد في حجية الظواهر عن الإمام الصادق (عليه السلام) لمن وضع على إصبعه مرارة لجرح أصابه كيف يتوضأ؟ قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله * (ما جعل عليكم في الدين من حرج) * وهو يدل على حجية ظواهر الكتاب العزيز.
وحجية الظواهر من الأصول والقواعد الهامة التي تدخل في عملية الاستنباط.
وفي علاج الروايات المتعارضة روى عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: سألت أبا عبد الله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة (إلى أن قال عن الحكمين اللذين يحكمان بينهما من رواة الحديث): وكلاهما اختلفا في حديثكم، فقال: الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما.
قال فقلت: فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا، فقال: ينظر إلى من كان روايتهما عنا في ذلك الحكم الذي حكما به المجمع عليه فيؤخذ به ويترك الشاذ (2)... الخ، والحديث طويل وهو حديث معروف يعالج حالة التعارض في الروايات.
والروايات بهذا المضمون كثيرة، وهذه الروايات معروفة لدى الأصوليين بالروايات العلاجية، وهي روايات عديدة تعالج حالات التعارض بين الروايات.