أصولية. فإن وثاقة الراوي مثلا لا ينتج الحكم الشرعي ما لم تنضم إليها كبرى حجية رواية الثقة الواحد.
بخلاف القواعد الأصولية، فإنها بنفسها منتجة للحكم الشرعي إذا انضمت إليها صغرياتها.
الطبيعة الآلية لعلم الأصول:
ومن خلال هذا التعريف لعلم الأصول والمقارنة بينه وبين القواعد الفقهية والعلوم الممهدة للاستنباط (مبادئ الاستنباط) نعرف أن دور الأصول دور آلي في الاستنباط. كالدور الذي يؤديه المنطق بالنسبة إلى العلوم العقلية. وكما لا يمكن الوصول إلى نتيجة علمية في العلوم الاستدلالية العقلية، من دون علم المنطق، كذلك لا يمكن الدخول إلى استنباط الحكم الشرعي (الواقعي والظاهري) من دون استخدام القواعد الأصولية في أقيسة الاستنباط.
تاريخ علم الأصول:
علم أصول الفقه من العلوم التي ابتكرها علماء المسلمين، واختص به المسلمون إلى اليوم.
وأول من كتب في هذا العلم من فقهاء السنة محمد بن إدريس الشافعي إمام المذهب الشافعي (المتوفى سنة 204 ه) ألف " الرسالة " في هذا العلم، وهو أول كتاب علمي منهجي في علم الأصول لفقهاء أهل السنة.
أما عند الشيعة الإمامية. فقد شهد عصر النص (1) في حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) البدايات الأولى لهذا العلم... ولا سيما منذ عصر الصادقين (عليهما السلام)... فقد اتسعت