وقال عثمان النهدي كان أبو موسى يصلى بنا فلو قلت انى لم اسمع صوت صنج قط ولا بربط قط (1) ولا شيئا قط أحسن من صوته.
والحقيقة ان قراءة القرآن بالصوت الحسن تهيج الأرواح وتحرك القلوب وتوقظ النفس عن غفلتها وتطرد الملل والسآمة عن الفؤاد، هذا إذا كان في حدود التوقير والتعظيم، اما ما كان في قالب الطرب والغناء فهو المنهي عنه، قال ابن كثير في كتاب فضائل القرآن فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك اه قال بعضهم:
واحذر من التطريب كالغناء * واحذر من التحزين للرياء واحذر من الترعيد والتحريف * فان ذا من سائر التحريف قال الرافعي في كتابه اعجاز القرآن: التطريب هو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير مواضع المد ويزيد في المد إن أصاب موضعه - والتحزين هو أن يأتي بالقراءة على وجه حزين يكاد يبكى مع خشوع وخضوع (2) - والترعيد هو أن يرعد القارئ صوته