الله ورسوله وصدق الله ورسوله الآية أو يمتحنهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال والضعاف القلوب والمنافقون ما حكى عنهم مما لا خير فيه والجملة معطوفة على زاغت وصيغة المضارع لاستحضار الصورة والدلالة على الاستمرار وقرئ الظنون بغير الف وهو القياس وزيادتها لمراعاة الفواصل كما تزاد في القوافي «هنالك» ظرف زمان أو ظرف مكان لما بعده أي في ذلك الزمان الهائل أو المكان الدحض «ابتلي المؤمنون» أي عوملوا معاملة من يختبر فظهر المخلص من المنافق والراسخ من المتزلزل «وزلزلوا زلزالا شديدا» من الهول والفزع وقرئ بفتح الزاي «وإذ يقول المنافقون» عطف على إذ زاغت وصيغة المضارع لما مر من الدلالة على استمرار القول واستحضار صورته «والذين في قلوبهم مرض» أي ضعف اعتقاد «ما وعدنا الله ورسوله» من إعلاء الدين والظفر «إلا غرورا» أي وعد غرور وقيل قولا باطلا والقائل معتب بن قشير واضرابه راضون به قال يعدنا محمد بفتح كنوز كسرى وقيصر واحدنا لا يقدر ان يتبرز فرقا ما هذا الا وعد غرور «وإذ قالت طائفة منهم» هم أوس بن قيظي واتباعه وقيل عبد الله بن أبي وأشياعه «يا أهل يثرب» هو اسم المدينة المطهرة وقيل اسم بقعة وقعت المدينة في ناحية منها وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تسمى بها كراهة لها وقال هي طيبة أو طابة كأنهم ذكروها بذلك الاسم مخالفة له صلى الله عليه وسلم ونداؤهم إياهم بعنوان أهليتهم لها ترشيح لما بعده من الامر بالرجوع إليها «لا مقام لكم» لا موضع إقامة لكم أو لا إقامة لكم ههنا يريدون المعسكر وقرئ بفتح الميم أي لا قيام أولا موضع قيام لكم «فارجعوا» أي إلى منازلكم بالمدينة مرادهم الامر بالفرار لكنهم عبروا عنه بالرجوع ترويجا لمقالهم وايذانا بأنه ليس من قبيل الفرار المذموم وقيل المعنى لا قيام لكم في دين محمد صلى الله عليه وسلم فارجعوا إلى ما كنتم عليه من الشرك أو فارجعوا عما بايعتموه عليه وأسلموه إلى أعدائه أولا مقام لكم في يثرب فارجعوا كفارا ليتسنى لكم المقام بها والأول هو الأنسب لما بعده فإن قوله تعالى «ويستأذن فريق منهم النبي» معطوف على قالت وصيغة المضارع لما مر من استحضار الصورة وهم بنو حارثة وبنو سلمة استأذنوه صلى الله عليه وسلم في الرجوع ممتثلين بأمرهم وقوله تعالى «يقولون» بدل من يستأذن أو حال من فاعله أو استئناف مبنى على السؤال عن كيفية الاستئذان «إن بيوتنا عورة» أي غير حصينة معرضة للعدو والسراق فأذن لنا حتى نحصنها ثم نرجع إلى العسكر والعورة في الأصل الخلل أطلقت على المختل مبالغة وقد جوز أن تكون تخفيف عورة من عورة الدار إذا اختلت وقد قرئ بها والأول هو الأنسب بمقام الاعتذار كما يفصح عنه تصدير مقالهم بحرف التحقيق «وما هي بعورة» والحال أنها ليست كذلك
(٩٤)