بتزيينها لكم ويرجيكم التوبة والمغفرة «إن الله عنده علم الساعة» علم وقت قيامها لما روى ان الحرث بن عمرو اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال متى الساعة واني قد ألقيت حباتي في الأرض فمتى السماء تمطر وحمل امرأتي ذكر أم أنثى وما اعمل غدا وأين أموت فنزلت وعنه صلى الله عليه وسلم مفاتح الغيب خمس وتلا هذه الآية «وينزل الغيث» في ابانه الذي قدره والى محله الذي عينه في علمه وقرئ ينزل من الانزال «ويعلم ما في الأرحام» من ذكر أو أنثى تام أو ناقص «وما تدري نفس» من النفوس «ماذا تكسب غدا» من خير أو شر وربما تعزم على شيء منهما فتفعل خلافه «وما تدري نفس بأي أرض تموت» كما لا تدري في أي وقت تموت روى ان ملك الموت مر على سليمان عليهما السلام فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر اليه فقال الرجل من هذا قال ملك الموت فقال كأنه يريدني فمر الريح ان تحملني وتلقيني ببلاد الهند ففعل ثم قال الملك لسليمان عليهما السلام كان دوام نظري اليه تعجبا منه حيث كنت أمرت بأن أقبض روحه بالهند وهو عندك ونسبة العلم إلى الله تعالى والدراية إلى العبد للايذان بأنه ان اعمل حيله وبذل في التعرف وسعه لم يعرف ما هو لاحق به من كسبه وعاقبته فكيف بغيره مما لم ينصب له دليل عليه وقرئ بأية ارض وشبه سيبويه تأنيثها بتأنيث كل في كلتهن «إن الله عليم» مبالغ في العلم فلا يعزب عن علمه شيء من الأشياء التي من جملتها ما ذكر «خبير» يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرا سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة وأعطى من الحسنات عشرا بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر
(٧٨)