تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٧٥
طويل بالنسبة إلى ما يدوم قليل «ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ» يثقل عليهم ثقل الاجرام الغلاظ أو يضم إلى الاحراق الضغط والتضييق «ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله» لغاية وضوح الامر بحيث اضطروا إلى الاعتراف به «قل الحمد لله» على ان جعل دلائل التوحيد بحيث لا يكاد ينكرها المكابرون أيضا «بل أكثرهم لا يعلمون» شيئا من الأشياء فلذلك لا يعملون بمقتضى اعترافهم وقيل لا يعلمون ان ذلك يلزمهم «لله ما في السماوات والأرض» فلا يستحق العبادة فيهما غيره «إن الله هو الغني» عن العالمين «الحميد» المستحق للحمد وان لم يحمده أحد أو المحمود بالفعل يحمده كل مخلوق بلسان الحال «ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام» أي لوان الأشجار أقلام وتوحيد الشجرة لما ان المراد تفصيل الآحاد «والبحر يمده من بعده» أي من بعد نفاده «سبعة أبحر» أي والحال ان البحر المحيط بسعته يمده الا بحر السبعة مدا لا ينقطع ابدا وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد كلمات الله «ما نفدت كلمات الله» ونفدت تلك الأقلام والمداد كما في قوله تعالى لنفد البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي وقرئ يمده من الامداد بالياء والتاء واسناد المد إلى الأبحر السبعة دون البحر المحيط مع كونه أعظم منها وأطم لأنها هي المجاورة للجبال ومنابع المياه الجارية واليها تنصب الأنهار العظام أولا ومنها ينصب إلى البحر المحيط ثانيا وايثار جمع القلة في الكلمات للايذان بأن ما ذكر لا يفي بالقليل منها فكيف بالكثير «أن الله عزيز» لا يعجزه شيء «حكيم» لا يخرج عن علمه وحكمته امر فلا تنفد كلماته المؤسسة عليهما «ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة» أي الا كخلقها وبعثها في سهولة التأتي إذ لا يشغله شأن عن شأن لان مناط وجود الكل تعلق ارادته الواجبة مع قدرته الذاتية حسبما يفصح عنه قوله تعالى انما أمرنا لشيء إذا أردناه ان نقول له كن فيكون «إن الله سميع» يسمع كل مسموع «بصير» يبصر كل مبصر لا يشغله علم بعضها عن علم بعض فكذلك الخلق والبعث «ألم تر» قيل الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل عام لكل أحد ممن يصلح للخطاب وهو الا وفق لما سبق وما لحق أي ألم تعلم علما
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283