تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٦٧
بينهما فاصل «ولا هم يستعتبون» لا يدعون إلى ما يقتضى إعتابهم أي إزالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا اليه في الدنيا من قولهم استعتبني فلان فأعتبته أي استرضاني فأرضيته «ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل» أي وبالله لقد بينا لهم كل حال ووصفنا لهم كل صفة كأنها في غرابتها مثل وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن كصفة المبعوثين يوم القيامة وقصتهم وما يقولون وما يقال لهم ويفعل بهم من رد اعتذارهم «ولئن جئتهم بآية» من آيات القرآن الناطقة بأمثال ذلك «ليقولن الذين كفروا» لفرط عتوهم وعنادهم وقساوة قلوبهم مخاطبين للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين «إن أنتم إلا مبطلون» أي مزورون «كذلك» مثل ذلك الطبع الفظيع «يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون» لا يطلبون العلم ولا يتحرون الحق بل يصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها فإن الجهل المركب يمنع ادراك الحق ويوجب تكذيب المحق «فاصبر» على ما نشاهد منهم من الأقوال الباطلة والافعال السيئة «إن وعد الله حق» وقد وعدك بالنصرة واظهار الدين واعلاء كلمة الحق ولا بد من انجازه والوفاء به لا محالة «ولا يستخفنك» لا يحملنك على الخفة والقلق «الذين لا يوقنون» بما تتلو عليهم من الآيات البينة بتكذيبهم إياها وايذائهم لك بأباطيلهم التي من جملتها قولهم ان أنتم الا مبطلون فإنهم شاكون ضالون ولا يستبعد منهم أمثال ذلك وقرئ بالنون المخففة وقرئ ولا يستحقنك من الاستحقاق أي لا يفتننك فيملكوك ويكونوا أحق بك من المؤمنين وأيا ما كان فظاهر النظم الكريم وان كان نهيا للكفرة عن استخفافه صلى الله عليه وسلم واستحقاقه لكنه في الحقيقة نهى له صلى الله عليه وسلم عن التأثر من استخفافهم والافتتان بفتنتهم على طريق الكناية كما في قوله تعالى ولا يجر منكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرا سورة الروم كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل ملك يسبح الله تعالى بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283