تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٧٧
خبير بأن حقيته تعالى وعلوه وكبرياءه وان كانت صالحة لمناطية ما ذكر من الاحكام المعدودة لكن بطلان الهية الأصنام لا دخل له في المناطية قطعا فلا مساغ لنظمه في سلك الأسباب بل هو تعكيس للامر ضرورة ان الاحكام المذكورة هي المقتضية لبطلانها لا ان بطلانها يقتضيها «ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله» بإحسانه في تهيئة أسبابه وهو استشهاد آخر على باهر قدرته وغاية حكمته وشمول انعامه والباء اما متعلقة بتجري أو بمقدر هو حال من فاعله أي ملتبسة بنعمته تعالى وقرئ الفلك بضم اللام وبنعمات الله وعين فعلات يجوز فيه الكسر والفتح والسكون «ليريكم من آياته» أي بعض دلائل وحدته وعلمه وقدرته وقوله تعالى «إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور» تعليل لما قبله أي ان فيما ذكر لآيات عظيمة في ذاتها كثيرة في عددها لكل من يبالغ في الصبر على المشاق فيتعب نفسه في التفكر في الأنفس والآفاق ويبالغ في الشكر على نعمائه وهما صفتا المؤمن فكأنه قيل لكل مؤمن «وإذا غشيهم» أي علاهم وأحاط بهم «موج كالظلل» كما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما وقرئ كالظلال جمع ظلة كقلة وقلال «دعوا الله مخلصين له الدين» لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الدواهي والشدائد «فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد» أي مقيم على القصد السوى الذي هو التوحيد أو متوسط في الكفر لانزجاره في الجملة «وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار» غدار فإنه نقض للعهد الفطري أو رفض لما كان في البحر والختر أشد الغدر وأقبحه «كفور» مبالغ في كفران نعم الله تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده» أي لا يقضى عنه وقرئ لا يجزي من أجزأ إذا اغنى والعائد إلى الموصوف محذوف أي لا يجزي فيه «ولا مولود» عطف على والد أو هو مبتدأ خبره «هو جاز عن والده شيئا» وتغيير النظم للدلالة على ان المولود أولى بأن لا يجزي وقطع من توقع من المؤمنين ان ينفع أباه الكافر في الآخرة «إن وعد الله» بالثواب والعقاب «حق» لا يمكن إخلافه أصلا «فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور» أي الشيطان المبالغ في الغرور بأن يحملكم على المعاصي
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283