تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٦٣
كان يأخذ كل سفينة غصبا «ليذيقهم بعض الذي عملوا» أي بعض جزائه فإن اتمامه في الآخرة واللام للعلة أو للعاقبة وقرئ لنذيقهم بالنون «لعلهم يرجعون» عما كانوا عليه «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل» ليشاهدوا آثارهم «كان أكثرهم مشركين» استئناف للدلالة على ان ما أصابهم لفشو الشرك فيما بينهم أو كان الشرك في أكثرهم وما دونه من المعاصي في قليل منهم «فأقم وجهك للدين القيم» أي البليغ الاستقامة «من قبل أن يأتي يوم لا مرد له» لا يقدر أحد على أرده «من الله» متعلق بيأتي أو بمرد لأنه مصدر والمعنى لا يرده الله تعالى لتعلق ارادته القديمة بمجيئه «يومئذ يصدعون» أصله يتصدعون أي يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير «من كفر فعليه كفره» أي وبال كفر وهو النار المؤبدة «ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون» أي يسوون منزلا في الجنة وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على الاختصاص «ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله» متعلق بيصدعون وقيل بيمهدون أي يتفرقون بتفريق الله تعالى فريقين ليجزي كلا منهما بحسب اعمالهم وحيث كان جزاء المؤمنين هو المقصود بالذات ابرز ذلك في معرض الغاية وعبر عنه بالفضل لما ان الإثابة بطريق التفضل لا الوجوب وأشير إلى جزاء الفريق الآخر بقوله تعالى «إنه لا يحب الكافرين» فإن عدم محبته تعالى كناية عن بغضه الموجب لغضبه المستتبع للعقوبة لا محالة «ومن آياته أن يرسل الرياح» أي الشمال والصبا والجنوب فإنها رياح الرحمة وأما الدبور فريح العذاب ومنه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا وقرئ الريح على إرادة الجنس «مبشرات» بالمطر «وليذيقكم من رحمته» وهي المنافع التابعة لها وقيل الخصب التابع لنزول المطر المسبب عنها أو الروح الذي هو مع هبوبها واللام متعلقة بيرسل والجملة معطوفة على مبشرات على المعنى كأنه قيل ليبشركم بها وليذيقكم أو بمحذوف يفهم من ذكر الإرسال تقديره وليذيقكم وليكون كذا وكذا يرسلها لا لأمر آخر لا تعلق له بمنافعكم «ولتجري الفلك» بسوقها «بأمره ولتبتغوا من فضله» بتجارة البحر «ولعلكم تشكرون» ولتشكروا نعمة الله فيما ذكر من
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283