تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٦١
اختلاف أهوائهم وفائدة الابدال التحذير عن الانتماء إلى حزب من أحزاب المشركين ببيان ان الكل على الضلال المبين وقرئ فارقوا اى تركوا دينهم الذي أمروا به «وكانوا شيعا» اى فرقا تشايع كل منها امامها الذي أضلها «كل حزب بما لديهم» من الدين المعوج المؤسس على الرأي الزائغ والزعم الباطل «فرحون» مسرورون ظنا منهم انه حق وانى له ذلك فالجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبله من تفريق دينهم وكونهم شيعا وقد جوز ان يكون فرحون صفة لكل على ان الخبر هو الظرف المقدم اعني من الذين فرقوا ولا يخفي بعده «وإذا مس الناس ضر» أي شدة «دعوا ربهم منيبين إليه» راجعين اليه من دعاء غيره «ثم إذا أذاقهم منه رحمة» خلاصا من تلك الشدة «إذا فريق منهم بربهم» الذي كانوا دعوه منيبين اليه «يشركون» أي فاجأ فريق منهم الإشراك وتخصيص هذا الفعل ببعضهم لما أن بعضهم ليسوا كذلك كما في قوله تعالى فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد أي مقيم على الطريق القصد أو متوسط في الكفر لانزجاره في الجملة «ليكفروا بما آتيناهم» اللام فيه للعاقبة وقيل للأمر التهديدي كقوله تعالى «فتمتعوا» غير أنه التفت فيه للمبالغة وقرئ وليتمتعوا «فسوف تعلمون» عاقبة تمتعكم وقرئ بالياء على أن تمتعوا ماض والالتفات إلى الغيبة في قوله تعالى «أم أنزلنا عليهم» للإبذان بالإعراض عنهم وتعديد جناياتهم لغيرهم بطريق المباثة «سلطانا» أي حجة واضحة وقيل ذا سلطان أي ملكا معه برهان «فهو يتكلم» تكلم دلالة كما في قوله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق أو تكلم نطق «بما كانوا به يشركون» باشراكهم به تعالى أو بالأمر الذي بسببه يشركون «وإذا أذقنا الناس رحمة» أي نعمة من صحة وسعة «فرحوا بها» بطرا وأشرا لا حمدا وشكرا «وإن تصبهم سيئة» شدة «بما قدمت أيديهم» بشؤم معاصيهم «إذا هم يقنطون» فاجئوا القنوط من رحمته تعالى وقرئ بكسر النون «أو لم يروا» أي ألم ينظروا ولم يشاهدوا «أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر» فما لهم لم يشكروا ولم يحتسبوا في السراء والضراء كالمؤمنين «إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون» فيستدلون
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283