تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٨٥
«من دون الله قالوا ضلوا عنا» أي يقال لهم ويقولون وصيغة الماضي للدلالة على التحقق ومعنى ضلوا عنا غابوا عنا وذلك قبل ان يقرن بهم آلهتهم أو ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم «بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا» أي بل تبين لنا انا لم نكن نعبد شيئا بعبادتهم لما ظهر لنا اليوم انهم لم يكونوا شيئا يعتد به كقولك حسبته شيئا فلم يكن «كذلك» أي مثل ذلك الضلال الفظيع «يضل الله الكافرين» حيت لا يهتدون إلى شيء ينفعهم في الآخرة أو كما ضل عنهم آلهتهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو تطالبوا لم يتصادفوا «ذلكم» الاضلال «بما كنتم تفرحون في الأرض» أي تبطرون وتتكبرون «بغير الحق» وهو الشرك والطغيان «وبما كنتم تمرحون» تتوسعون في البطر والأشر والالتفات للمبالغة في التوبيخ «ادخلوا أبواب جهنم» أي أبوابها السبعة المقسومة لكم «خالدين فيها» مقدرا خلودكم فيها «فبئس مثوى المتكبرين» أي عن الحق جهنم والتعبير عن مدخلهم بالمثوى لكون دخولهم بطريق الخلود «فاصبر» إلى ان يلاقوا ما أعد لهم من العذاب «إن وعد الله» بتعذيبهم «حق» كائن لا محالة «فإما نرينك» أي فإن نرك وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل ولا تلحقه مع ان وحدها «بعض الذي نعدهم» وهو القتل والأسر «أو نتوفينك» قبل ذلك «فإلينا يرجعون» يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم وهو جواب نتوفينك وجواب نرينك محذوف مثل فذاك ويجوز ان يكون جوابا لها بمعنى ان نعذبهم في حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم في الآخرة أشد العذاب وأفظعه كما ينبئ عنه الاقتصار على ذكر الرجوع في هذا المعرض «ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك» إذ قيل عدد الأنبياء عليهم السلام مائة وأربعة وعشرون ألفا والمذكور قصصهم افراد معدودة وقيل أربعة آلاف من بني إسرائيل وأربعة آلالف من سائر الناس «وما كان لرسول» أي وما صح وما استقام لرسول منهم «أن يأتي بآية إلا بإذن الله» فإن المعجزات على تشعب فنونها عطايا من الله تعالى قسمها بينهم حسبما اقتضته مشيئته المبنية على الحكم البالغة كسائر القسم ليس لهم اختار في ايثار بعضها والاستبداد بإتيان المقترح منها
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283