والتأكيد للدلالة على ان اعترافه وندمه عن صميم القلب لا لتحقيق مضمون الخبر واصل أحببت ان يعدى بعلى لأنه بمعنى آثرت لكن لما أنيب مناب انبت عدى تعديته وحب الخير مفعوله كأنه قبل انبت حب الخير عن ذكر ربي ووضعته موضعه وخير المال الكثير والمراد به الخيل التي شغلته عليه الصلاة والسلام ويحتمل انه سماها خيرا لتعلق الخير بها قال صلى الله عليه وسلم الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة وقرئ اني «حتى توارت بالحجاب» متعلق بقوله أحببت باعتبار استمرار المحبة ودوامها حسب استمرار العرض أي انبت حب الخير عن ذكر ربي واستمر ذلك حتى توارت أي غربت الشمس تشبيها لغروبها في مغربها بتواري المخباة بحجابها واضمارها من غير ذكر لدلالة العشى عليها وقيل الضمير للصافنات أي حتى توارت بحجاب الليل أي بظلامه «ردوها علي» من تمام مقالة سليمان عليه السلام ومرمى غرضه من تقديم ما قدمه ومن لم يتنبه له مع ظهوره توهم انه متصل بمضمر هو جواب لمضمر آخر كأن سائلا قال فماذا قال سليمان عليه السلام فقيل قال ردها فتأمل والفاء في قوله تعالى «فطفق مسحا» فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها وايذانا بغاية سرعة الامتثال بالامر أي فردوها عليه فأخذ يمسح السيف مسحا «بالسوق والأعناق» أي بسوقها وأعناقها يقطعها من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنفه وقيل جعل يمسح بيده أعناقها وسوقها حبا لها وإعجابا بها وليس بذاك وقرئ بالسؤق على همز الواو لضمتها كما في ادؤر وقرئ بالسؤوق تنزيلا لضمة السين منزلة ضمة الواو وقرئ بالساق اكتفاء بالواحد عن الجمع لأمن الالباس «ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب» اظهر ما قيل في فتنته عليه الصلاة والسلام ما روى مرفوعا انه قال لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس بجاهد في سبيل الله تعالى ولم يقل ان شاء الله تعالى فطاف عليهن فلم تحمل الا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون وقيل ولد له ابن فاجتمعت الشياطين على قتله فعلم ذلك فكان يغذوه في السحاب فما شعر به إلى ان القي على كرسيه ميتا فتنبه لخطئه حيث لم يتوكل على الله عز وعلا وقيل انه غزا صيدون من الجزائر فقتل ملكها وأصاب بنتا له تسمى جرادة من أحسن الناس فاصطفاها لنفسه وأسلمت حبها وكان لا يرقا دمعها جزعا على أبيها فأمر الشياطين فمثلوا لها صورته وكانت تغدو إليها وتروح مع ولائدها يسجدون لها كعادتهن في ملكه فأخبره آصف بذلك فكسر الصورة وعاقب المرأة ثم خرج وحده إلى فلاة وفرش له الرماد فجلس عليه تائبا إلى الله تعالى باكيا متضرعا وكانت له أم ولد يقال لها أمينة إذا دخل للطهارة أو لإصابة امرأة يعطيها خاتمة وكان ملكه فيه فأعطاها يوما فتمثل لها بصورته شيطان اسمه صخر واخذ الخاتم فتختم به وجلس على كرسيه فاجتمع عليه الخلق ونفذ حكمه في كل شيء الا في نسائه وغير سليمان
(٢٢٦)