أنتم منتهون) * [91]. قالوا انتهينا ربنا فقال الناس: يا رسول الله قتلوا في سبيل الله وماتوا على فراشهم، وكانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * [93] إلى آخر الآية. وروى النسائي والبيهقي عن ابن عباس قال: انما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر في وجهه ورأسه فيقول: صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن فيقول: والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) * [90] الآية فقال ناس من المتكفلين: هي رجس وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد فأنزل الله: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * الآية.
قوله تعالى: * (قل لا يستوي) * [100] الآية. أخرج الواحدي والأصبهاني في الترغيب عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر تحريم الخمر فقام أعرابي فقال: إني كنت رجلا كانت هذه تجارتي فاعتقبت منها مالا فهل ينفع ذلك المال بطاعة الله تعالى؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى تصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم: * (قل لا يستوي الخبيث والطيب) * الآية.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا) * [101] الآية (ك) روى البخاري عن انس بن مالك قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة فقال رجل: من أبي؟
قال: فلان فنزلت هذه الآية * (لا تسألوا عن أشياء) * الآية. وروى أيضا عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل: من أبى؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) * حتى فرغ من الآية كلها.
وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وروى احمد والترمذي والحاكم