عن علي قال: لما نزلت: * (ولله على الناس حج البيت) * [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت قالوا: يا رسول الله في كل عام؟
قال: لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله: * (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) * [101].
وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وأبي أمامة وابن عباس قال الحافظ ابن حجر: لا مانع أن تكون نزلت في الأمرين وحديث ابن عباس في ذلك أصح اسنادا.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) * [106] الآية. روى الترمذي وضعفه وغيره عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) *. قال: برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذت ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره فلما أسلمت تأثمت من ذلك فأتيت أهله فخبرتهم الخبر ودفعت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه فحلف فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) * إلى قوله:
* (أن ترد أيمان بعد أيمانهم) * [108] فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء.
(تنبيه) جزم الذهبي بأن تميما النازل فيه غير الداري وعزاه لمقاتل بن حبان. قال الحافظ ابن حجر: وليس بجيد للتصريح في هذا الحديث بأنه الداري.