الخطاب قال: نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فاستقبل القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه وألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله: * (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) * فأمدهم الله بالملائكة.
قوله تعالى: * (وما رميت) * [17] الآية. وروى الحاكم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله فاستقبله مصعب بن عمير ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوه أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحربته فسقط عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم فكسر ضلعا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا: ما أعجزك انما هو خدش فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنا أقتل أبيا ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فمات أبي قبل أن يقدم مكة فأنزل الله: * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * [17] الآية.
صحيح الاسناد لكنه غريب.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فرمى الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه فأنزل الله: * (وما رميت إذ رميت) * الآية مرسل جيد الإسناد لكنه غريب. والمشهور انها نزلت في رمية يوم بدر بالقبضة من الحصباء.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصباء فانهزمنا فذلك قوله: * (وما رميت إذ رميت) * الآية. وأخرج أبو الشيخ نحوه عن جابر وابن عباس ولابن جرير من وجه آخر مرسلا نحوه.