قوله تعالى: * (وإذا ضربتم) * [101] الآية. أخرج ابن جرير عن علي قال:
سأل قوم من بني النجار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نضرب في الأرض فكيف نصلي؟ فأنزل الله: * (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) * ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في أثرها فأنزل الله بين الصلاتين: * (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * إلى قوله: * (عذابا مهينا) * [102] فنزلت صلاة الخوف.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه البيهقي في الدلائل عن ابن عياش الزرقي قال:
كنا مع رسول الله بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا: يأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " الحديث: وروى الترمذي نحوه عن أبي هريرة وابن جرير نحوه عن جابر بن عبد الله وابن عباس.
(ك).
قوله تعالى: * (ولا جناح عليكم) * [102] أخرج البخاري عن ابن عباس قال: نزلت: * (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) * [102] في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا.
قوله تعالى: * (إنا أنزلنا) * [105] الآية روى الترمذي والحاكم وغيرهما عن قتادة ابن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله بعض العرب يقول: قال فلان كذا. وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له فيها سلاح ودرع وسيف فعدي عليه