ها هنا في غاية المناسبة للغرض المطلوب; فتأمل هذه المعاني الكاملة، والآيات الفاضلة، التي ترقص القلوب لها طربا، وتسيل الأفهام منها رهبا!
* * * وحيث ورد البار مجموعا في صفة الآدميين قيل " أبرار "، كقوله: * (إن الأبرار لفي نعيم) *، وقال في صفة الملائكة: * (بررة) *، قال الراغب: فخص الملائكة بها، من حيث أنه أبلغ من " أبرار " جمع " بر " وأبرار جمع " بار "، [وبر أبلغ من بار]، كما أن عدلا أبلغ من عادل.
وهذا بناء على رواية في تفضيل الملائكة على البشر.
* * * ومنها أن الأخ يطلق على أخي النسب، وأخي الصداقة والدين، ويفترقان في الجمع، فيقال في النسب إخوة وفى الصداقة إخوان، كما قيل: * (إخوانا على سرر متقابلين) *.
وقال: * (فإن كان له إخوة فلأمه السدس) *، قال جماعة من أهل اللغة، منهم ابن فارس، وحكاه أبو حاتم عن أهل البصرة، ثم رده بأنه يقال للأصدقاء والنسب: إخوة وإخوان، قال تعالى: * (إنما المؤمنون إخوة) *، لم يعن النسب.
وقال: * (أو بيوت إخوانكم) *.
وهذا في النسب، ونظيره قوله: * (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) *، إلى قوله: * (أو بنى أخواتهن) *، وهذا هو الصواب. واشتقاق اللفظين من تأخيت