ومن فوائد هذا العلم إزالة الإشكال; ففي الصحيح عن مروان بن الحكم أنه بعث إلى ابن عباس يسأله: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون! فقال ابن عباس: هذه الآية نزلت في أهل الكتاب; ثم تلا: * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) * إلى قوله: * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * قال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله وسلم عن شئ فكتموه وأخبروه بغيره; فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه; فاستحمدوا بذلك إليه; وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم ما سألهم عنه. انتهى قال بعضهم: وما أجاب به ابن عباس عن سؤال مروان لا يكفى; لأن اللفظ أعم من السبب; ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي
(٢٧)