لا يظلم الناس شيئا) * والابتداء بقوله: * (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) *، فكذلك هذا. ووجه من قال بالمنع ما أرى من احتياج الاستثناء المنقطع إلى ما قبله لفظا ومعنى; أما اللفظ فلأنه لم يعهد استعمال " إلا " وما في معناها إلا متصلا بما قبلها لفظا، ألا ترى أنك إذا قلت: ما في الدار أحد غير حمار، فوقفت على ما قبل " غير " وابتدأت به كان قبيحا! فكذلك هذا، وأما المعنى فلأن ما قبله مشعر بتمام الكلام في المعنى; فإن: ما في الدار أحد إلا الحمار، هو الذي صحح قولك: " إلا الحمار " ألا ترى أنك لو قلت:
" إلا الحمار " على انفراده كان خطأ!
مسألة اختلف في الوقف على الجملة الندائية، والمحققون كما قاله ابن الحاجب على الجواز; لأنها مستقلة، وما بعدها جملة أخرى; وإن كانت الأولى تتعلق بها من حيث كانت هي في المعنى.
قاعدة [في الذي والذين في القرآن] جمع ما في القرآن من " الذين " و " الذي " يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا له، والقطع على أنه خبر مبتدأ، إلا في سبعة مواضع فإن الابتداء بها هو المعين.