وجه آخر عن أبي إسحاق به وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن وقال الإمام أحمد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل هو ابن معاوية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " هل لك في ربيبة لنا تكفلها؟ " قال أراها زينب قال ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عنها قال " ما فعلت الجارية؟ " قال تركتها عند أمها قال " فمجئ ما جاء بك " قال جئت لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال " اقرأ " قل يا أيها الكافرون " ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك ". تفرد به أحمد.
وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن عمر القطراني حدثنا محمد بن الطفيل حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة وهو أخو زيد بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أويت إلى فراشك فاقرأ " قل يا أيها الكافرون " حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك ". وروى الطبراني من طريق شريك عن جابر عن معقل الزبيدي عن عبد الرحمن بن (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ " قل يا أيها الكافرون " حتى يختمها. وقال الإمام أحمد حدثنا حجاج حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن الحارث بن جبلة قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أقوله عند منامي قال " إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ " قل يا أيها الكافرون " فإنها براءة من الشرك " والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم قل يا أيها الكافرون (1) لا أعبد ما تعبدون (2) ولا أنتم عابدون ما أعبد (3) ولا أنا عابد ما عبدتم (4) ولا أنتم عابدون ما أعبد (5) لكم دينكم ولي دين (6) هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالاخلاص فيه فقوله " قل يا أيها الكافرون " يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال (لا أعبد ما تعبدون) يعني من الأصنام والأنداد (ولا أنتم عابدون ما أعبد) وهو الله وحده لا شريك له فما ههنا بمعنى من قال " ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد " أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أ عبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه ولهذا قال (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كان كلمة الاسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم " لكم دينكم ولي دين " كما قال تعالى " وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون " وقال " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ". وقال البخاري يقال " لكم دينكم " الكفر " ولي دين " الاسلام ولم يقل ديني لان الآيات بالنون فحذف الياء كما قال " فهو يهدين " و " يشفين " وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قال " وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا " انتهى ما ذكره. ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " وكقوله " لترون