إعجاز القرآن - الباقلاني - الصفحة ٢٦٨
/ وقوله: ﴿فنبذوه وراء ظهورهم﴾ (1).
وقوله: (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا) (2).
وقوله: (حصيدا خامدين) (3).
وقوله: (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) (4).
وقوله: (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) (5).
وقوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) (6).
/ وقوله: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) (7).
وقوله: (فضربنا على آذانهم) يريد: أن لا إحساس بآذانهم من غير صمم (8).

(١) سورة آل عمران: ١٧٨. وقال الرماني: " حقيقته: تعرضوا للغفلة عنه. والاستعارة أبلغ، لما فيه من الإحالة على ما يتصور " (2) سورة يونس: 24. وقال الرماني ص 16: " أصل الحصيد للنبات. وحقيقته: مهلكة.
والاستعارة أبلغ، لما فيه من الإحالة على إدراك البصر " (3) سورة الأنبياء: 15. وقال الرماني: " أصل الخمود للنار، وحقيقته: هادئين. والاستعارة أبلغ، لان خمود النار أقوى في الدلالة على الهلاك، على حد قولهم: طفئ فلان كما يطفأ السراج " (4) سورة الشعراء: 225. وقال الرماني ص 16: " واد ها هنا مستعار. وكذلك الهيمان. وهو من أحسن البيان، وحقيقته: يخلطون فيما يقولون، لانهم ليسوا على قصد الطريق الحق. والاستعارة أبلغ، لما فيه من البيان بالاخراج إلى ما يقع عليه الادراك من تخليط الانسان بالهيمان في كل واد يعن له فيه الذهاب " (5) سورة الأحزاب: 46. وقال الرماني ص 16: " السراج ها هنا مستعار، وحقيقته: مبينا، والاستعارة أبلغ، للإحاطة على ما يظهر بالحاسة " (6) سورة الإسراء: 29. وقال الرماني ص 17: " حقيقته: لا تمنع نائلك كل المنع، والاستعارة أبلغ، لأنه جعل منع النائل بمنزلة غلق اليد إلى العنق، وذلك مما يحس الحال، والتشبيه فيه بالمنع فيهما، إلا أن حال المغلول اليد أظهر وأقوى فيما يكره " (7) سورة السجدة: 21. وقال الرماني ص 17: " حقيقته: لنعذبنهم. والاستعارة أبلغ، لان إحساس الذائق أقوى لأنه طالب لادراك ما يذوقه ولأنه جعل بدل إحساس الطعام المستلذ إحساس الآلام لان الأسبق في الذوق ذوق الطعام " (8) سورة الكهف: 11. وقال الرماني ص 17: " حقيقته: منعناهم الاحساس بآذانهم من غير صمم. والاستعارة أبلغ لأنه كالضرب على الكتاب فلا يقرأ، كذلك المنع من الاحساس فلا يحس.
وإنما دل على عدم الاحساس بالضرب على الآذان دون الضرب على الابصار لأنه أدل على المراد من حيث كان قد يضرب على الابصار من غير عمى فلا يبطل الادراك رأسا، وذلك بتغميض الأجفان، وليس كذلك منع السماع من غير صمم في الآذان، لأنه إذا ضرب عليها من غير صمم دل على عدم الاحساس من كل جارحة يصح بها الادراك، ولان الاذن لما كانت طريقا إلى الانتباه ثم ضرب عليها لم يكن سبيل إليه ".
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست