إعجاز القرآن - الباقلاني - الصفحة ١٦٨
/ فأما البيت الثاني وهو قوله: " ويوما " يتعجب منه بأنها (1) تشددت وتعسرت (2) عليه وحلفت عليه، فهو كلام ردئ النسج، لا فائدة لذكره لنا أن حبيبته تمنعت عليه يوما بموضع يسميه ويصفه!
وأنت تجد في شعر المحدثين من هذا الجنس في التغزل ما يذوب معه اللب، وتطرب عليه (3) النفس. وهذا مما تستنكره النفس، ويشمئز منه القلب، وليس فيه شئ من الاحسان والحسن!!
* * * وقوله:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل * وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي أغرك منى أن حبك قاتلي * وأنك مهما تأمري القلب يفعل فالبيت الأول فيه ركاكة جدا، وتأنيث ورقة، ولكن فيها تخنيث!
ولعل قائلا [أن] (4) يقول: إن كلام النساء بما يلائمهن من الطبع أوقع وأغزل؟
وليس كذلك، لأنك تجد الشعراء في الشعر المؤنث لم يعدلوا عن رصانة قولهم.
/ والمصراع الثاني منقطع عن الأول، لا يلائمه ولا يوافقه. وهذا يبين لك إذا عرضت (5) معه البيت الذي تقدمه.
وكيف ينكر عليها تدللها، والمتغزل يطرب على دلال الحبيب وتدلله؟
والبيت الثاني قد عيب عليه (6)، لأنه قد أخبر أن من سبيلها أن لا تغتر (7) بما يريها من أن حبها يقتله، وأنها تملك قلبه فما أمرته فعله، والمحب إذا أخبر عن مثل هذا صدق.

(1) ا: " منه أنها " ك، س " منه وإنما " (2) م: " وتعصرت " (3) م: " له " (4) الزيادة من ا، م، ك (5) كذا في م، ك. وفى س: " اعترضت " (6) راجع الموشح ص 36 (7) م: " ألا تعيره "
(١٦٨)
مفاتيح البحث: التصديق (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست