نفسه للأمانة، واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية.
ومنهم: من أقعده عن الملك ضؤولة في نفسه، وانقطاع سببه، فقصر به الحال عن حال (1)، فتحلى باسم القناعة، وتزين بلباس الزهاد، وليس من ذلك في مراح ولا مغدى.
وبقى رجال أغض أبصارهم ذكر المرجع، وأراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد (2) ناد، وخائف منقمع (3)، وساكت مكعوم (4) وداع مخلص، وموجع ثكلان، قد أخملتهم التقية، وشملتهم الذلة، في بحر أجاج، أفواههم دامية (5)، وقلوبهم قرحة (6)، قد وعظوا حتى ملوا، وقهروا حتى ذلوا، وقتلوا حتى قلوا.
/ فلتكن الدنيا في عيونكم أقل من حتاتة القرظ (7)، وقراضة الجلم (8)، واتعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتعظ بكم من بعدكم، فارفضوها ذميمة، فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم (9)