إعجاز القرآن - الباقلاني - الصفحة ٦٧
ويذكرون من البديع قول النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيعة طار إليها " (1).
وقوله: " ربنا تقبل توبتي، واغسل حوبتي " (2).
/ وقوله: " غلب عليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، وهي حالقة الدين، لا حالقة الشعر " (3).
وقوله: " الناس كإبل مائة، لا تجد فيها راحلة " (4).
وقوله: (وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم " (5).
وقوله: " إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم " (6).
وكقول أبى بكر الصديق رضي الله عنه، في كلام له قد نقلناه / بعد هذا على

(١) في الفائق للزمخشري ٣ / ٢٢٣ " الهيعة: الصيحة التي يفزع منها وأصلها من هاع يهيع إذا جبن " (٢) الفائق ١ / ٣٠٦ وقال الشريف الرضى في المجازات النبوية ص ٢٠٢: " وهذه استعارة، والحوبة والحوب: المأثم، والمراد احطط عنى وزري وتغمد ذنبي وخطيئتي، ولكن المعصية لما كانت كالدرن الذي يصيب الانسان فيفحش أثره، ويقبح منظره، أقام عليه الصلاة والسلام إماطة وزرها، وإسقاط إثمها مقام غسل الأدران وإماطة الأدناس، لان الانسان بعدها يعود نقى الأثواب طاهرا من العاب.
وهذا الدعاء من النبي على وجه التعبد والخضوع والتطامن والخشوع، لا أن له حوبة يستحط وزرها ويستغسل درنها، أو يكون ذلك على طريق التعليم لامته... ".
(٣) في الفائق ١ / ٢٩٠ " هي قطيعة الرحم والتظالم لأنها تجتاح الناس وتهلكهم، كما يحلق الشعر، يقال: وقعت فيهم حالقة لا تدع شيئا إلا أهلكته ".
(٤) البيان والتبيين ٢ / ٢٠ وفى اللسان ١٣ / ٢٩٤، ٢٩٥ " الراحلة كل بعير نجيب قوى على الاسفار والأحمال تام الخلق حسن المنظر... أراد صلى الله عليه وسلم أن الكامل في الخير والزهد في الدنيا مع رغبته في الآخرة والعمل لها قليل، كما أن الراحلة النجيبة نادرة في الإبل الكثيرة ".
(٥) الفائق ١ / ٢٦١ والمجازات النبوية 121 - 122 وفى اللسان 4 / 130 عن الأزهري:
" أي ما قالته الألسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه، واحدتها حصيدة، تشبيها بما يحصد من الزرع إذا جذ، وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به ".
(6) في اللسان 9 / 140 " الحبط: أن تأكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها ". وفيه 16 / 23 " أو يلم، قال أبو عبيد: معناه أن يقرب من القتل " وفيه 9 / 139 " قال الأزهري: فأما قوله صلى الله عليه وسلم: وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا، فهو مثل الحريص والمفرط في الجمع والمنع، وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب التي تحلوليها الماشية فتستكثر منها حتى تنتفخ بطونها وتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا ويحرص عليها ويشح على ما جمع حتى يمنع ذا الحق حقه منها يهلك في الآخرة بدخول النار واستيجاب العذاب ".
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست