وقوله: فلما حضروه يقول: فلما حضر هؤلاء النفر من الجن الذين صرفهم الله إلى رسوله نبي الله (ص).
واختلف أهل العلم في صفة حضورهم رسول الله (ص)، فقال بعضهم: حضروا رسول الله (ص)، يتعرفون الامر الذي حدث من قبله ما حدث في السماء، ورسول الله (ص) لا يشعر بمكانهم، كما قد ذكرنا عن ابن عباس قبل. وكما:
24228 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله:
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن قال: ما شعر بهم رسول الله (ص) حتى جاؤوا، فأوحى الله عز وجل إليه فيهم، وأخبر عنهم.
وقال آخرون: بل أمر نبي الله (ص) أن يقرأ عليهم القرآن، وأنهم جمعوا له بعد أن تقدم الله إليه بإنذارهم، وأمره بقراءة القرآن عليهم. ذكر من قال ذلك:
24229 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن قال: ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من نينوى، قال:
فإن نبي الله (ص)، قال: إني أمرت أن أقرأ القرآن على الجن، فأيكم يتبعني؟ فأطرقوا، ثم استتبعهم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة فأطرقوا، فقال رجل: يا رسول الله إنك لذو بدئه، فاتبعه عبد الله بن مسعود، فدخل رسول الله (ص) شعبا يقال له شعب الحجون.
قال: وخط نبي الله (ص) على عبد الله خطا ليثبته به، قال: فجعلت تهوي بي وأرى أمثال النسور تمشي في دفوفها، وسمعت لغطا شديدا، حتى خفت على نبي الله (ص)، ثم تلا القرآن فلما رجع نبي الله قلت: يا نبي الله ما اللغط الذي سمعت؟ قال: اجتمعوا إلي في قتيل كان بينهم، فقضي بينهم بالحق. وذكر لنا أن ابن مسعود لما قدم الكوفة رأى شيوخا شمطا من الزط، فراعوه، قال: من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء نفر من الأعاجم، قال: ما رأيت للذين قرأ عليهم النبي (ص) الاسلام من الجن شبها أدنى من هؤلاء.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، أن نبي الله (ص)