ذهب وابن مسعود ليلة دعا الجن، فخط النبي (ص) على ابن مسعود خطا، ثم قال له: لا تخرج منه. ثم ذهب النبي (ص) إلى الجن، فقرأ عليهم القرآن، ثم رجع إلى ابن مسعود فقال: هل رأيت شيئا؟ قال: سمعت لغطا شديدا، قال: إن الجن تدارأت في قتيل قتل بينها، فقضي بينهم بالحق، وسألوه الزاد، فقال: كل عظم لكم عرق، وكل روث لكم خضرة. قالوا: يا رسول الله تقذرها الناس علينا، فنهى النبي (ص) أن يستنجى بأحدهما فلما قدم ابن مسعود الكوفة رأى الزط، وهم قوم طوال سود، فأفزعوه، فقال: أظهروا؟
فقيل له: إن هؤلاء قوم من الزط، فقال ما أشبههم بالنفر الذين صرفوا إلى النبي (ص).
24230 - قال: ثنا ابن ثور، عن معمر. عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي أنه قال لابن مسعود: حدثت أنك كنت مع رسول الله (ص) ليلة وفد الجن، قال: أجل، قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث كله. وذكر أن النبي (ص) خط عليه خطا وقال: لا تبرح منها، فذكر أن مثل العجاجة السوداء غشيت رسول الله (ص)، فذعر ثلاث مرات، حتى إذا كان قريبا من الصبح، أتاني رسول الله (ص)، فقال: أنمت؟ قلت:
لا والله، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول:
اجلسوا، قال: لو خرجت لم آمن أن يختطفك بعضهم، ثم قال: هل رأيت شيئا؟
قال: نعم رأيت رجالا سودا مستشعري ثياب بيض، قال: أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع، والمتاع الزاد، فمتعتهم بكل عظم حائل أو بعرة أو روثة، فقلت: يا رسول الله، وما يغني ذلك عنهم؟ قال: إنهم لن يجدوا عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت، فلا يستنقين أحد منكم إذا خرج من الخلاء بعظم ولا بعرة ولا روثة.
24231 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب بن راشد، قال: قال يونس، قال ابن شهاب: أخبرني أبو عثمان بن شبة الخزاعي،