وكان من أهل الشام أن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص) لأصحابه وهو بمكة: من أحب منكم أن يحضر أمر الجن الليلة فليفعل. فلم يحضر منهم أحد غيري، قال: فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة، خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن، فغشيته أسودة كبيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهط، ففرغ رسول الله (ص) مع الفجر، فانطلق متبرزا، ثم أتاني فقال: ما فعل الرهط؟ قلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عظما أو روثا أو جمجمة فأعطاهم إياه زادا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث.
حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن شبة الخزاعي، وكان من أهل الشأم، أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص)، فذكر مثله سواء، إلا أنه قال:
فأعطاهم روثا أو عظما زادا، ولم يذكر الجمجمة.
24232 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: ثني عمي، قال: أخبرني يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: بت الليلة أقرأ على الجن ربعا بالحجون.
واختلفوا في الموضع الذي تلا عليهم رسول الله (ص) فيه القرآن، فقال عبد الله بن مسعود قرأ عليهم بالحجون، وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك.
وقال آخرون: قرأ عليهم بنخلة، وقد ذكرنا بعض من قال ذلك، ونذكر من لم نذكره.
24233 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا خلاد، عن زهير بن معاوية، عن جابر الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النفر الذين أتوا رسول الله (ص) من جن نصيبين أتوه وهو بنخلة.
24234 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن قال: لقيهم بنخلة ليلتئذ.