الاعراب: قيل في جمع القلوب في قوله (صغت قلوبكما) وجوه أحدها: إن التثنية جمع في المعنى، فوضع الجمع موضع التثنية، كما قال: (وكنا لحكمهم شاهدين). وإنما هو داود وسليمان والثاني: إن أكثر ما في الانسان اثنان اثنان نحو:
اليدين، والرجلين، والعينين. وإذا جمع اثنان إلى اثنين، صار جمعا. فيقال:
أيديهما وأعينهما. ثم حمل ما كان في الانسان واحدا على ذلك، لئلا يختلف حكم لفظ أعضاء الانسان والثالث: إن المضاف إليه مثنى فكرهوا أن يجمعوا بين تثنيتين، فصرفوا الأول منهما إلى لفظ الجمع، لأن لفظ الجمع أخف لأنه أشبه بالواحد، فإنه يعرب بإعراب الواحد، ويستأنف كما يستأنف الواحد. وليست التثنية كذلك لأنها لا تكون إلا على حد واحد، ولا يختلف. ومن العرب من يثني فيقول قلباهما قال الراجز فجمع بين اللغتين: (ظهراهما مثل ظهور الترسين) (ا) وقال الفرزدق:
بما فهي فؤادينا من البث والهوى * فيبرأ منهاض الفؤاد المشغف (2) ومن العرب من يفرد، ويروى أن بعضهم قرأ (فبدت لهما سوأتهما) والوجه في الإفراد أن الإضافة إلى التثنية تغني عن تثنية المضاف. وفي جبريل أربع لغات:
جبريل على وزن قنديل. وجبرئيل على وزن عندليب. وجبرئل على وزن حجمرش.
وجبريل بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وهو خارج عن أوزان العرب لأنه ليس في العربية مثل قنديل. وقد قرئ بذلك كله. وقد ذكرنا اختلاف القراءة فيه في سورة البقرة. ومن العرب من يقول جبرال بتشديد اللام. ومنهم من يبدل من اللام نونا.
وقوله (هو مولاه) يجوز في (هو) وجهان أحدهما: أن يكون فصلا دخل ليفصل بين النعت والخبر، والكوفيون يسمونه عمادا والثاني: أن يكون مبتدأ و (مولاه) الخبر.
والجملة خبر ان. ومن جعل (مولاه) بمعنى السيد والخالق، كان الوقف على قوله (مولاه). و (جبريل): مبتدأ. (وصالح المؤمنين): عطف عليه.