للعالم ليتذكروا فيتجنبوا ما يستوجبون به ذلك. وقيل: معناه وما هذه النار في الدنيا إلا تذكرة للبشر من نار الآخرة حتى يتفكروا فيها، فيحذروا نار الآخرة. وقيل: ما هذه السورة إلا تذكرة للناس. وقيل: وما هذه الملائكة التسعة عشر إلا عبرة للخلق، يستدلون بذلك على كمال قدرة الله تعالى، وينزجرون عن المعاصي.
(كلا والقمر (32) والليل إذ أدبر (33) والصبح إذا أسفر (34) إنها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36) لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر (37) كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحب اليمين (39) في جنت يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46) حتى أتنا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48) فما لهم عن التذكرة معرضين (49) كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة (51) بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة (52) كلا بل لا يخافون الآخرة (53) كلا إنه تذكرة (54) فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة (56).
القراءة: قرأ نافع وحمزة ويعقوب وخلف: (إذ) بغير ألف (أدبر) بالألف.
والباقون. (إذا) بالألف (دبر) بغير الألف. وقرأ أهل المدينة، وابن عامر:
(مستنفرة) بفتح الفاء. والباقون بكسر الفاء. وفي الشواذ قراءة بعضهم يرويه عن ابن كثير (انها لحد الكبر) بلا همزة. وقراءة سعيد بن جبير. (صحفا منشرة) بسكون الحاء والنون.
الحجة: أبو علي. قال يونس دبر انقضى، وأدبر تولى. قال قتادة: والليل إذا أدبر: إذا ولى، ويقال دبر وأدبر. وقال: والتخفيف في (لإحدى الكبر) أن يجعل فيها الهمزة بين بين، نحو سيم. فأما حذف الهمزة، فليس بقياس. ووجه ذلك أن الهمزة حذفت حذفا كما حذفت في قوله: