ويميز بين الحق والباطل.
النظم: وجه اتصال قصة موسى (ع) بما قبلها أنه لما تقدم ذكر المكذبين للأنبياء، المنكرين للبعث، عقبه بحديث موسى، وتكذيب قومه إياه، وما قاساه من الشدائد، تسلية لنبينا (ص)، وعدة له بالنصر، وحثا إياه على الصبر، اقتداء بموسى، وتحذيرا لقومه، أن ينزل بهم ما نزل بأولئك، وعظة بهم، وتأكيدا للحجة عليهم.
(أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (27) رفع سمكها فسواها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29) والأرض بعد ذلك دحاها (30) أخرج منها ماءها ومرعاها (31) والجبال أرسلها (32) متاعا لكم ولأنعامكم (33) فإذا جاءت الطامة الكبرى (34) يوم يتذكر الانسان ما سعى (35) وبرزت الجحيم لمن يرى (36) فأما من طغى (37) وآثر الحياة الدنيا (38) فإن الجحيم هي المأوى (39) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى (41) يسألونك عن الساعة أيان مرساها (42) فيم أنت من ذكرها (43) إلى ربك منتهاها (44) إنما أنت منذر من يخشاها (45) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46) القراءة: قرأ أبو جعفر والعباس عن العياشي عن أبي عمرو: (وإنما أنت منذر) بالتنوين. والباقون بغير تنوين. وفي الشواذ قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد:
(والجبال أرساها) بالرفع. وقراءة مجاهد: (والأرض مع ذلك دحاها). وقراءة عكرمة: (وبرزت الجحيم لمن ترى) بالتاء.
الحجة: قال أبو علي: حجة التنوين في قوله: إنما أنت منذر) أن اسم الفاعل هنا للحال، ويدل عليه قوله: (قل إنما أنذركم بالوحي) فليس المراد أنذر فيما استقبل، وإنما يقول أنذر في الحال، واسم الفاعل على قياس الفعل. ومن أضاف استخف فحذف التنوين، كما حذف من قوله: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم) ونحو ذلك مما جاء على لفظ الإضافة، والمراد به الانفصال. ويجوز أن