الحرام. وقيل: معناه منعت فرجها من الأزواج لم تبتغ زوجا ولا غيره.
(فنفخنا فيه من روحنا) أي فنفخ جبرائيل بأمرنا في جيبها من روحنا، عن قتادة. وقال الفراء: كل شق فهو فرج، وأحصنت فرجها منعت جيب درعها من جبرائيل. وقيل: نفخ جبرائيل في فرجها، وخلق الله منه المسيح، وهو الظاهر، ولذلك ذكره وقال في سورة الأنبياء فيها. وعاد الضمير إلى التي أحصنت فرجها.
وقيل. معناه خلقنا المسيح في بطنها، ونفخنا فيه الروح، حتى صار حيا. فالضمير في فيه يعود إلى المسيح. (وصدقت بكلمات ربها) اي بما تكلم الله تعالى وأوحاه إلى أنبيائه وملائكته. وقيل: صدقت بوعد الله ووعيده، وأمره ونهيه. (وكتبه) أي وصدقت بكتب الله المنزلة على أنبيائه مثل التوراة والإنجيل. ومن وحد فالمراد به الإنجيل.
(وكانت من القانتين) أي المطيعين لله سبحانه والدائمين على طاعته. ويجوز أن يكون من القنوت في الصلاة. ويجوز أن يريد بالقانتين رهطها وعشيرتها الذين كانت مريم منهم، وكانوا أهل بيت صلاح وطاعة، ولم يقل من القانتات لتغليب المذكر على المؤنث. وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خديجة، وهي تجود بنفسها، فقال: أكره ما نزل بك يا خديجة، وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا، فإذا قدمت على ضراتك فاقرأيهن مني السلام. قالت: يا رسول الله! ومن هن؟ قال: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وحليمة، أو كليمة أخت موسى. (شك الراوي). فقالت: بالرفاء والبنين (1). وعن أبي موسى عن النبي قال: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.