ذلك عند الله، عن الحسن، وربيع بن أنس. وقيل: معناه لا تمنن ما أعطاك الله من النبوة والقرآن، مستكثرا به الأجر من الناس، عن ابن زيد. وقيل: هو نهي عن الربا المحرم أي: لا تعط شيئا طالبا أن تعطى أكثر مما أعطيت، عن أبي مسلم. وقيل:
لا تضعف في عملك مستكثرا لطاعاتك، عن مجاهد. وقيل: ولا تمنن بعطائك على الناس مستكثرا ما أعطيته، فإن متاع الدنيا قليل، ولأن المن يكدر الصنيعة. وقيل:
معناه إذا أعطيت عطية، فأعطها لربك، واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك عليها، عن زيد بن أسلم. وقيل: معناه لا تمنن بإبلاغ الرسالة على أمتك، عن الجبائي.
(ولربك) أي لوجه ربك (فاصبر) على أذى المشركين، عن مجاهد.
وقيل: فاصبر على ما أمرك الله به من أداء الرسالة، وتعظيم الشريعة، وعلى ما ينالك من التكذيب والأذى، لتنال الفوز والذخر. وقيل: فاصبر عن المعاصي، وعلى الطاعات، والمصائب. وقيل: فاصبر لله على ما حملت من الأمور الشاقة في محاربة العرب والعجم، عن ابن زيد. (فإذا نقر في الناقور) معناه إذا نفخ في الصور، وهي كهيئة البوق، عن مجاهد. وقيل: إن ذلك في النفخة الأولى، وهو أول الشدة الهائلة العامة. وقيل: إنه النفخة الثانية، وعندها يحيي الله الخلق، وتقوم القيامة، وهي صيحة الساعة، عن الجبائي. (فذلك يومئذ) قد مر معناه في الأعراف (يوم عسير) أي شديد (على الكافرين) لنعم الله الجاحدين لآياته (غير يسير) غير هين، ولا سهل، وهو بمعنى قوله عسير، إلا أنه أعاده بلفظ آخر للتأكيد كما تقول:
إني واد لفلان، غير مبغض. وقيل: معناه عسير في نفسه، وغير عسير على المؤمنين، لما يرون من حسن العاقبة.
(ذرني ومن خلقت وحيدا (11) وجعلت له مالا ممدودا (12) وبين شهودا (13) ومهدت له تمهيدا (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (16) سأرهقه صعودا (17) إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) إن هذا إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27) لا تبقى ولا تذر (28) لواحة للبشر (29) عليها تسعة