(فذاقت وبال أمرها) أي ثقل عاقبة كفرها (وكان عاقبة أمرها خسرا) أي خسرانا في الدنيا والآخرة. وهو قوله. (أعد الله لهم عذابا شديدا) يعني عذاب النار. وهذا يدل على أن المراد بالعذاب الأول عذاب الدنيا. ثم، قال (فاتقوا الله يا أولي الألباب) أي يا أصحاب العقول، ولا تفعلوا مثل ما فعل أولئك، فينزل بكم مثل ما نزل بهم. ثم وصف أولي الألباب بقوله: (الذين آمنوا) وخص المؤمنين بالذكر، لأنهم المنتفعون بذلك دون الكفار. ثم ابتدأ سبحانه فقال. (قد أنزل الله إليكم ذكرا) يعني القرآن. وقيل: يعني الرسول، عن الحسن. وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
النظم: الوجه في اتصال قوله (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها) الآية بما قبله أنه سبحانه بين أن الخوف في مقابلة الرجاء، وسبيل العاقل أن يحترز من المخوف، ويقدم الاحتراز من الخوف على الرجاء، والذي يقوي جانب الخوف أنه أهلك الأمم الماضية بسبب عصيانها وتمردها عن أمر ربها.
(رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا (11) الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما (12).
القراءة: قرأ أهل المدينة والشام: (ندخله) بالنون. والباقون بالياء لتقدم الاسم على لفظ الغيبة والنون معناها معنى الياء.
الاعراب: (رسولا): ينتصب على ثلاثة أوجه أحدها: أن يكون بدلا من (ذكرا) بدل الكل من الكل. فعلى هذا يجوز أن يكون الرسول جبرائيل عليه السلام، ويجوز أن يكون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم والثاني: أن يكون مفعول فعل محذوف تقديره أرسل رسولا، ويدل على إضماره قوله: (قد أنزل الله إليكم ذكرا). فعلى هذا يكون الرسول معناه محمدا والثالث: أن يكون مفعول قوله (ذكرا) ويكون تقديره