ويقال: أبين من فلق الصبح، وفرق الصبح، لأن عموده ينفلق بالضياء عن الظلام.
والغاسق في اللغة: الهاجم بضرره، وهو ههنا الليل، لأنه يخرج السباع من آجامها، والهوام من مكامنها فيه. يقال: غسقت القرحة إذا جرى صديدها، ومنه الغساق: صديد أهل النار لسيلانه بالعذاب. وغسقت عينه: سال دمعها. التقوب:
الدخول وقب يقب. ومنه الوقبة: النقرة، لأنه يدخل فيها. النفث شبيهة بالنفخ.
وأما التفل فنفخ بريق. فهذا الفرق بين النفث والتفل. قال الفرزدق:
هما نفثا في في من فمويهما * على النافث الغاوي أشد رجام والحاسد: الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها، وإن لم يردها لنفسه.
فالحسد مذموم. والغبطة محمودة، وهي أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبه، ولم يرد زوالها عنه.
النزول: قالوا: إن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص)، ثم دس ذلك في بئر لبني زريق. فمرض رسول الله (ص). فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه، والاخر عند رجليه، فأخبراه بذلك، وأنه في بئر ذروان في جف طلعة، تحت راعوفة. والجف: قشر الطلع. والراعوفة: حجر في أسفل البئر، يقوم عليها الماتح. فانتبه رسول الله (ص)، وبعث عليا (ع) والزبير وعمار.
فنزحوا ماء تلك البئر، ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأس، وأسنان من مشطه، وإذا فيه معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالأبر، فنزلت هاتان السورتان. فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله (ص) خفة، فقام فكأنما أنشط من عقال، وجعل جبرائيل (ع) يقول: باسم الله أرقيك من شر كل شئ يؤذيك، من حاسد وعين والله تعالى يشفيك. ورووا ذلك عن عائشة، وابن عباس.
وهذا لا يجوز لأن من وصف بأن مسحور فكأنه قد خبل عقله، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله: (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا) ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما روي اجتهدوا في ذلك، فلم يقدروا عليه، وأطلع الله نبيه (ص) على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج، وكان ذلك دلالة على صدقه. وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم، ولو قدروا على ذلك لقتلوه، وقتلوا كثيرا من المؤمنين، مع شدة عداوتهم له.