أقوى، وأقفر من نعم، وغيرها * هوج الرياح بهابي الترب موار (1) وقال عنترة:
حييت من طلل، تقادم عهده، * أقوى، وأقفر، بعد أم الهيثم (2) المعنى: ثم احتج سبحانه عليهم في البعث بقوله: (نحن خلقناكم) أي نحن خلقناكم، ولم تكونوا شيئا، وأنتم تعلمون ذلك، عن مقاتل. (فلولا تصدقون) أي فهلا تصدقون، ولم لا تصدقون بالبعث، لأن من قدر على الانشاء والابتداء، قدر على الإعادة. ثم نبههم سبحانه على وجه الاستدلال على صحة ما ذكره، فقال:
(أفرأيتم ما تمنون) أي ما تقذفون وتصبون في أرحام النساء من النطف، فيصير ولدا (أأنتم تخلقونه) أي أنتم تخلقون ما تمنون بشرا (أم نحن الخالقون) فإذا لم تقدروا أنتم وأمثالكم على ذلك، فاعلموا أن الله سبحانه الخالق لذلك. وإذا ثبت أنه قادر على خلق الولد من النطفة، وجب أن يكون قادرا على إعادته بعد موته، لأنه ليس بأبعد منه.
ثم بين سبحانه أنه كما بدأ الخلق، فإنه يميتهم فقال: (نحن قدرنا بينكم الموت) التقدير: ترتيب الأمر على مقدار أي: نحن أجرينا الموت بين العباد على مقدار، كما تقتضيه الحكمة. فمنهم من يموت صبيا، ومنهم من يموت شابا، ومنهم من يموت كهلا وشيخا وهرما، عن مقاتل. وقيل: معناه قدرناه بأن سوينا فيه بين المطيع والعاصي، وبين أهل السماء والأرض، عن الضحاك. (وما نحن بمسبوقين) قيل: إنه من تمام ما قبله أي: لا يسبقنا أحد منكم على ما قدرناه من الموت، حتى يزيد في مقدار حياته. وقيل: إنه ابتداء كلام يتصل به ما بعده، والمعنى: وما نحن بمغلوبين. (على أن نبدل أمثالكم) أي نأتي بخلق مثلكم بدلا منكم، وتقديره: نبدلكم بأمثالكم. فحذف المفعول الأول، والجار من المفعول الثاني. قال الزجاج: معناه إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم، لم يسبقنا سابق، ولا يفوتنا.