ندعو شيئا يستحق العبادة، ولا ما ننتفع بعبادته، عن الجبائي. وقيل: بل لم نكن ندعو شيئا ينفع وبضر، ويسمع ويبصر. قال أبو مسلم: وهذا كما يقال لكل ما لا يغني شيئا: هذا ليس بشئ، لأن قولهم (ضلوا عنا) اعتراف بعبادتهم، ولأن الآخرة دار إلجاء، فهم ملجأون إلى ترك القبيح. وقيل: معناه ضاعت عباداتنا لهم، فلم نكن نصنع شيئا إذ عبدناها، كما يقول المتحسر: ما فعلت شيئا.
(كذلك يضل الله الكافرين) معناه: كما أضل الله أعمال هؤلاء، وأبطل ما كانوا يؤملونه، كذلك يفعل بجميع من يتدين بالكفر، فلا ينتفعون بشئ من أعمالهم. وقيل: يضل الله أعمالهم أي: يبطلها، عن الحسن. وقيل: يضل الكافرين عن طريق الجنة والثواب، كما أضلهم عما اتخذوه إلها بان صرفهم عن الطمع في نيل منفعة من جهتها، عن الجبائي. (ذلكم) العذاب الذي نزل بكم (بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) قيد الفرح، وأطلق المرح لأن الفرح قد يكون بحق فيحمد عليه، وقد يكون بالباطل فيذم عليه. والمرح لا يكون الا باطلا. ومعناه: إن ما فعل بكم جزاء بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق أي: بما كان يصيب أنبياء الله تعالى وأولياءه من المكاره، وبما كنتم تمرحون أي: تأشرون وتبطرون. (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين (76) فاصبر ان وعد الله حق فاما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون (77) ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان يأتي بآية الا بإذن الله فإذا جاء امر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون (78) الله الذي جعل لكم الانعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (79) ولكم فيها منفع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80)).
المعنى: ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار أنه يقال لهم: (ادخلوا أبواب