54 - وقال الصادق عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما دعا هؤلاء النفر المعينين في الآية المتقدمة [في] قوله: " ان الذين كفروا سواء عليهم ء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " وأظهر لهم تلك الآيات (1) فقابلوها (2) بالكفر أخبر الله عز وجل عنهم بأنه جل ذكره ختم على قلوبهم وعلى سمعهم ختما يكون علامة لملائكته المقربين القراء لما في اللوح المحفوظ من أخبار هؤلاء [المكذبين] (3) المذكور فيه أحوالهم.
حتى [إذا] نظروا إلى أحوالهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وشاهدوا ما هناك من ختم الله عز وجل عليها، ازدادوا بالله معرفة، وبعلمه بما يكون قبل أن يكون يقينا.
حتى إذا شاهدوا هؤلاء المختوم على جوارحهم يمرون (4) على ما قرأوه من اللوح المحفوظ، وشاهدوه في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم ازدادوا - بعلم الله عز وجل بالغائبات - يقينا.
[قال:] فقالوا: يا رسول الله فهل في عباد الله من يشاهد هذا الختم كما تشاهده الملائكة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى، محمد رسول الله يشاهده باشهاد الله تعالى له، ويشاهده من أمته أطوعهم لله عز وجل، وأشدهم (5) جدا في طاعة الله تعالى، وأفضلهم في دين الله عز وجل. فقالوا: من هو (6) يا رسول الله؟ وكل منهم تمنى أن يكون هو.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: دعوه يكن من شاء الله، فليس الجلالة في المراتب عند الله عز وجل بالتمني، ولا بالتظني، ولا بالاقتراح، ولكنه فضل من الله عز وجل على من يشاء، يوفقه للأعمال الصالحة (7) يكرمه بها، فيبلغه أفضل الدرجات وأشرف المراتب