علمه، فإنه إن سبق إليه رجل من قومك سادنا وترأس علينا وكنا له أذنابا! فأبى عليه قيس وسفه رأيه، فركب عمرو بن معد يكرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة فأسلم، ثم انصرف إلى بلاده، فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو أوعد عمرا وتحطم وقال: خالفني وترك رأيي، وجعل عمرو يقول: يا قيس! قد خبرتك أنك تكون ذنبا تابعا لفروة بن مسيك، وجعل فروة يطلب قيس ابن مكشوح كل الطلب حتى هرب من بلاده وأسلم بعد ذلك، ولما ظهر العنسي خافه قيس على نفسه فجعل يأتيه ويسلم عليه ويرصد له في نفسه ما يريد ولا يبوح به إلى أحد حتى دخل عليه وقد وثق فيروز الديلمي عنقه وجعل وجهه في قفاه وقتله فجز قيس رأسه ورمى به إلى أصحابه، ثم خاف من قوم العنسي فعدا على داذويه فقتله ليرضيهم بذلك، وكان داذويه فيمن حضر قتل العنسي أيضا فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية أن ابعث إلي بقيس في وثاق، فبعث به إليه فكلمه عمر في قتله وقال، اقتله بالرجل الصالح يعني داذويه فان هذا لص عاد، فجعل قيس يحلف ما قتله، فأحلفه أبو بكر خمسين يمينا عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قتلته ولا أعلم له قاتلا، ثم عفا عنه، وكان عمر يقول: لولا ما كان من
(٥٧٥)