705 - ودليله ما رويناه في مسند الدارمي وسنن أبي داود والترمذي عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه ثم جلس، فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون " فقال الترمذي: حديث حسن.
وفي رواية لأبي داود، من رواية معاذ بن أنس رضي الله عنه، زيادة على هذا، قال:
" ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: أربعون، وقال:
هكذا تكون الفضائل ".
706 - وروينا في كتاب ابن السني، بإسناد ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال:
" كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم يرعى دواب أصحابه فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقيل: يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك؟ قال: " وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا؟ ".
قال أصحابنا: فإن قال المبتدئ: السلام عليكم، حصل السلام، وإن قال:
السلام عليك، أو سلام عليك، حصل أيضا. وأما الجواب فأقله: وعليك السلام، أو وعليكم السلام، فإن حذف الواو فقال: عليكم السلام أجزأه ذلك وكان جوابا، هذا هو المذهب الصحيح المشهور الذي نص عليه إمامنا الشافعي رحمه الله في " الأم "، وقاله جمهور أصحابنا. وجزم أبو سعد المتولي من أصحابنا في كتابه " التتمة " بأنه لا يجزئه ولا يكون جوابا، وهذا ضعيف أو غلط، وهو مخالف للكتاب والسنة ونص إمامنا الشافعي.
أما الكتاب فقال الله تعالى: (قالوا سلاما، قال سلام) [هود: 69] وهذا وإن كان شرعا لمن قبلنا، فقد جاء شرعنا بتقريره.
707 - وهو حديث أبي هريرة الذي قدمناه في جواب الملائكة آدم صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا " أن الله تعالى قال: هي تحيتك وتحية ذريتك " وهذه الأمة داخلة في ذريته، والله أعلم.
واتفق أصحابنا على أنه لو قال في الجواب: عليكم، لم يكن جوابا، فلو قال: