العتمة وهي الظلمة فلا تكثر استعمال ذلك اسم لما فيه من غلبة الأعراب عليكم بل أكثروا استعمال اسم العشاء موافقة للقرآن. فالمراد النهي عن إكثار اسم العتمة لا عن استعماله وإلا فقد جاء في الأحاديث إطلاق هذا الاسم أيضا انتهى (ولكنهم يعتمون بالإبل) من اعتم إذا دخل في العتمة وهي الظلمة.
قال النووي: معناه أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل أي يؤخرونه إلى شدة الظلام وإنما اسمها في كتاب الله العشاء فينبغي لكم أن تسموها العشاء وقد جاء في الأحاديث الصحيحة تسميتها بالعتمة والجواب أنه استعمل لبيان الجواز والنهي عن العتمة للتنزيه انتهى ملخصا ومختصرا.
قال المنذري: وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة.
(قال مسعر أراه) بضم الهمزة أي أظن الرجل (من خزاعة) بضم الخاء المعجمة بالزاي قبيلة (فاسترحت) أي بالاشتغال بالصلاة لكونه مناجاة مع الرب تعالى أو بالفراغ لاشتغال الذمة بها قبل الفراغ عنها (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) قال في النهاية: أي نستريح بأدائها من شغل القلب بها، وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولهذا قال: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) وما أقرب الراحة من قرة العين، كذا في مرقاة الصعود.
قلت: هذا الحديث وكذا حديث علي رضي الله عنه الذي بعده ليس فيها دلالة ظاهرة على ترجمة الباب والله أعلم بمراد المؤلف.
والحديث سكت عنه المنذري.
(عن عبد الله بن محمد بن الحنفية) هو عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو