(باب الأمر والنهي) عن علي بن يذيمة) بفتح الموحدة وكسر المعجمة الخفيفة بعدها تحتانية ساكنة الجزري ثقة رمي بالتشيع (عن أبي عبيدة) هو ابن عبد الله بن مسعود قاله المنذري (فلا يمنعه ذلك) أي ما رآه من ذلك أمس (أن يكون أكيله وشريبه وقعيده) أي من يكون أكيله وشريبه وقعيده، والكل على وزن فعيل بمعنى فاعل، هو من يصاحبك في الأكل والشرب والقعود (ضرب الله قلوب بعضهم ببعض) يقال ضرب اللبن بعضه ببعض أي خلطه. ذكره الراغب وقال ابن الملك رحمه الله الباء السببية أي سود الله قلب من لم يعص بشؤم من عصى فصارت قلوب جميعهم قاسية بعيدة عن قبول الحق والخير أو الرحمة بسبب المعاصي ومخالطة بعضهم بعضا انتهى. قال القار: وقوله قلب من لم يعص ليس على إطلاقه لأن مؤاكلتهم ومشاربتهم من غير إكراه وإلجاء بعد عدم انتهائهم عن معاصيهم معصية ظاهرة، لأن مقتضى البغض في الله أن يبعدوا عنهم ويهاجروهم انتهى قلت: ما قال القاري حق صراح * (لعن الذين كفروا إلخ) * هذه الآية في آخر سورة المائدة (ثم قال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (بالمعروف) المعروف ما عرف في الشرع يعني أمر معروف بين الناس يعرفونه ولا ينكرونه إذا رأوه، والمنكر أمر لا يعرف في الشرع بل منكر ينكره من رآه كالشخص الذي لا يعرفه الناس وينكرونه إذا رأوه (ولتأطرنه على الحق أطرأ) قال الخطابي أي لتردنه على الحق، وأصل الأطر كان العطف والتثني. وقال في النهاية وتأطروه على الحق أطرا تعطفوه أبو عليه (ولتقصرنه على الحق قصرا) أي لتحبسنه عليه وتلزمنه إياه، كذا في مرقاة الصعود. وفي النهاية يقال قصرت نفسي على الشيء إذا حبستها عليها وألزمتها إياه، ومنه الحديث وليقصرنه عبد على الحق قصرا.
(٣٢٧)