قال في فتح الودود: هذا إشارة إلى جواب ما يقال بين الحديثين تناف فأشار إلى أن الثاني إسنادا فلا يعارضه الأول انتهى.
وقال القاري: ففيه (أي في قول أبي داود: هذا أصح) دلالة على أن التعارض ثابت والجمع ممتنع والأصح هو المرجح، وحاصله أن بين الملحمة العظمى وبين خروج الدجا سبع سنين أصح من سبعة أشهر انتهى.
قال المنذري: في إسناده هذا بقية بن الوليد وفيه مقال، وقد تقدم الكلام عليه وبسر بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وبعدها راء مهملة، ولعبد الله هذا صحبة ولأخته الصماء صحبة ولأبيهم بسر صحبة، وعبد الله آخر من توفى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام انتهى.
(باب في تداعي الأمم على الاسلام) التداعي الاجتماع ودعاء البعض بعضا، والمراد من الأمم فرق الكفر والضلالة (يوشك الأمم) أي يقرب فرق الكفر وأمم الضلالة (أن تداعي عليكم) بحذف إحدى التائين أي تداعي بأن يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال (كما تداعى الأكلة) ضبط في بعض النسخ الصحيحة بفتحتين بوزن طلبة وهو جمع آكل، وقال في المجمع نقلا عن المفاتيح في شرح المصابيح ويروي الأكلة بفتحتين أيضا جمع آكل انتهى، وقال فيه قبيل هذا: ورواية أبي داود، لنا الآكلة بوزن فاعله.
وقال القاري: في المرقاة آكلة بالمد وهي الرواية على نعت الفئة والجماعة أو نحو ذلك كذا روي لنا عن كتاب أبي داود، وهذا الحديث من أفراده ذكره الطيبي رحمه الله. ولو روى الأكلة بفتحتين على أنه جمع آكل اسم فاعل لكان له وجه وجيه انتهى.
قلت قد روي بفتحتين أيضا كما عرفت، والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا (إلى قصعتها) الضمير للأكلة أي التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا صفوا كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم قاله القاري قال في المجمع أي يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا أخبرنا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة آكلة