أبعد من قال أنه متعلق بمسلسل (خرج) بحذف حرف الاستفهام وفي بعض النسخ أخرج بذكره (نبي الأميين) أي العرب. قال ابن الملك في شرح المشارق: أراد الدجال بالأميين العرب لأنه لا يكتبون ولا يقرؤون غالبا (بعد) مبني على الضم (قال ذاك خير لهم) قال الطيبي: رحمه الله المشار إليه ما يفهم من قوله وأطاعوه، قال التوربشتي رحمه الله هذا القول قول من عرف الحق والمخذول من البعد من الله بمكان لم ير له فيه مساهم أي فما وجه قوله هذا، قلنا يحتمل أنه أراد به الخير في الدنيا أي طاعتهم له خير لهم فإنهم إن خالفوا اجتاحهم واستأصلهم، ويحتمل أنه من باب الصرفة صرفه الله تعالى عن الطعن فيه والتكبر عليه وتفوه بما ذكر عنه كالمغلوب عليه والمأخوذ عليه فلا يستطيع أن يتكلم بغيره تأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم والفضل ما شهدت به الأعداء انتهى.
قال المنذري: في إسناده عثمان بن عبد الرحمن القرشي مولاه الحراني المعروف بالطرائفي، قيل له ذلك لأنه كان يتبع طرائف الحديث. قال ابن نمير كذاب وقال أبو عروبة عنده عجائب. وقال ابن حبان البستي لا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حال من الأحوال. وقال إسحاق بن منصور ثقة. وقال أبو حاتم الرازي صدوق. وأنكر على البخاري إدخال اسمه في كتاب الضعفاء وقال يحول منه انتهى. قلت: وأخرجه مسلم من طرق كثيرة ليس فيها عثمان بن عبد الرحمن.
(جلس على المنبر) فيه دلالة على جواز وعظ الواعظ الناس جالسا على المنبر، وأما الخطبة يوم الجمعة فلا بد للخطيب أن يخطبها قائما (وهو يضحك) أي يتبسم ضاحكا على عادته الشريفة (ليلزم) بفتح الزاي (كل انسان مصلاه) أي موضع صلاته فلا يتغير ولا يتقدم لا يتأخر (لرهبة) أي لخوف من عدو (ولا رغبة) أي ولا لأمر مرغوب فيه من عطاء كغنيمة (أن