وأما إخراج مسلم الزيادة في حديث الخاتم وتركه الزيادة في حديث العشاء ففيه ما يدل على تبحره في هذا الشأن وجودة قريحته، فإن الزيادة في حديث الخاتم لها شواهد منها حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما " إن النبي صلى الله عليه وسلم صنع حتى خاتما من ذهب فتختم به في يمينه ثم جلس على المنبر " الحديث أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح: وقد روي هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر نحو هذا من غير هذا الوجه ولم يذكر فيه أنه تختم في يمينه. ومنها حديث حماد بن سلمة قال رأيت ابن أبي رافع يتختم في يمينه فسألته عن ذلك فقال رأيت عبد الله بن جعفر يتختم في يمينه، وقال عبد الله بن جعفر " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتختم تعالى في يمينه " أخرجه الترمذي.
وقال: قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري هذا أصح شئ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب.
وأخرج النسائي وابن ماجة المسند منه فقط ومنها حديث قتادة عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه " أخرجه الترمذي في الشمائل وأخرجه النسائي في سننه ورجال إسناده ثقات. وأما حديث العشاء فقد روي من حديث أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعائشة وغيرهم من طرق ليس فيها شئ من هذه الزيادة وهي زيادة غريبة من كلام الدارقطني ما يدل على غرابتها فإنه جوز على مسلم أن لا يكون بلغته مع معرفة الدارقطني بسعة رحلة مسلم وكثرة ما حصل من السنن. فقوله صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة والله عز وجل أعلم انتهى كلام المنذري.
(باب ما جاء في الجلاجل) جمع جلجل بضمتين وهو ما يعلق بعنق الدابة أو برجل البازي والصبيان.
(قال علي بن سهل بن الزبير) أي ذكر علي بن سهل في روايته اسم جد عامر أيضا بأن قال إن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره، وأما إبراهيم بن الحسن فقال في روايته إن عامر بن عبد الله أخبره ولم يذكر اسم جد عامر (أن مولاة) أي معتقة (لهم) أي للزبيريين عمر أو لأهل ابن الزبير (وفي رجليها أجراس) جمع جرس بفتحتين وهو الجلجل (إن مع كل جرس شيطا نا) قيل