بك من الشقاق) أي من مخالفة الحق، ومنه قوله تعالى (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) (والنفاق) أي إظهار الإسلام وإبطال الكفر وقال الطيبي: أن تظهر لصاحبك خلاف ما تضمره، وقيل: النفاق في العمل بكثرة كذبه وخيانة أمانته وخلف وعده الفجور في مخاصمته (وسوء الأخلاق) من عطف العام على الخاص: وفيه إشعار بأن المذكورين أولا أعظم الأخلاق السيئة لأنه يسري ضررهما إلى الغير. ذكره الطيبي. قال المنذري: وأخرجه النسائي وفي إسناده بقية بن الوليد ودويد بن نافع وفيهما مقال.
(اللهم إني أعوذ بك من الجوع) أي الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة من الغذاء ويؤدي تارة إلى المرض وتارة إلى الموت (فإنه بئس الضجيع) أي المضاجع وهو ما يلازم صاحبه في المضجع. كذا في المرقاة. وقال السندي: والضجيع بفتح فكسر من ينام في فراشك أي بئس الصاحب الجوع الذي يمنعك من وظائف العبادات كالسجود والركوع. وقال الطيبي:
رحمه الله: الجوع يضعف القوى ويشوش الدماغ فيثير أفكارا ردية وخيالات فاسدة، فيخل بوظائف العبادات والمراقبات ولذلك خص بالضجيع الذي يلازمه ليلا ومن ثم حرم الوصال.
وقد يستدل بهذا الحديث لما قيل من أن الجوع المجرد لا ثواب فيه (وأعوذ بك الخيانة) وهي ضد الأمانة. قال الطيبي: هي مخالفة الحق ينقض العهد في السر والأظهر أنها شاملة لجميع التكاليف الشرعية كما يدل عليه قوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة) الآية، وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) شامل لجميعها (فإنها بئست البطانة) أي الخصلة الباطنة هي ضد الظاهرة، وأصلها في الثوب فاستعير لما يستبطنه الإنسان من أمره ويجعله بطانة حاله. قال في المغرب: بطانة الشيء أهله وخاصته مستعارة من بطانة الثوب، قاله في المرقاة، قال المنذري: وأخرجه النسائي وفي إسناده محمد بن عجلان وفيه مقال.