فأقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عثرته وعفا عنه بقوله الذي قال - (أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم هو ابن زكريا ثنا عباس ثنا موسى بن داود ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال وقف علينا حذيفة ونحن عند عبد الله فقال لقد نزل النفاق على من كان خيرا منكم قال قلنا كيف يكون هذا والله يقول (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار) قال فلما تفرقوا فلم يبق غيري رماني بحصاة فقال إنهم لما تابوا كانوا خيرا منكم - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن عمر بن حفص عن أبيه وقال في الحديث من قول حذيفة عجبت من ضحكه يعنى ضحك عبد الله وقد عرف ما قلت لقد انزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا كنا عند عبد الله فمر بنا حذيفة (فقال لقد نزل النفاق على من كان خيرا منكم فقلنا سبحان الله فضحك عبد الله ومضى فمر بنا حذيفة - 1) فرماني بالحصباء فأتيته فقال إن صاحبكم علم علما فضحك نزل عليهم النفاق ثم تيب عليهم - واما قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في المنافقين (ولاتصل على أحد منهم مات ابدا) فسبب نزول هذه الآية - (ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا ثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال جاء ابن عبد الله بن أبي ابن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث مات أبوه فقال أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه وقال إذا فرغتم فآذنوني فلما أراد أن يصلى عليه جاءه عمر وقال أليس قد نهاك الله ان تصلى على المنافقين قال انا بين خيرتين قال (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) قال فصلى عليه قال فأنزل الله عز وجل (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره) قال فترك الصلاة عليهم - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى ورواه البخاري عن مسدد عن يحيى القطان - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك البزاز ثنا يحيى عن ابن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه ثم قلت يا رسول الله أتصلى على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخر عنى يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أعلم انى ان زدت على السبعين غفر له لزدت عليها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث الا يسيرا حتى نزلت الآيتان في براءة (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله اعلم - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير (قال الشافعي) فهذا يبين ما قلنا فاما امره عز وجل ان لا يصلى عليهم فان صلاته بأبي هو وأمي مخالفة صلاة غيره وأرجو أن يكون قضى إذ أمره بترك الصلاة على المنافقين ان لا يصلى على أحد الا غفر له وقضى ان لا يغفر لمقيم على شرك فنهاه عن الصلاة على من لا يغفر له ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليهم مسلما ولم يقتل منهم بعد هذا أحدا وترك الصلاة مباح على من قامت بالصلاة عليه طائفة من المسلمين وقد عاشرهم حذيفة يعرفهم بأعيانهم ثم عاشرهم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهم يصلى عليهم وكان عمر رضي الله عنه إذا وضعت جنازة فرأى حذيفة فان أشار إليه ان اجلس جلس وان قام معه صلى عليها عمر رضي الله عنه قال ولم يمنع هو ولا أبو بكر قبله ولا عثمان بعده المسلمين الصلاة عليهم ولا شيئا من احكام الاسلام وقد أعلمت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم لما توفى اشرأب النفاق بالمدينة -
(١٩٩)